بحار الأنوار عن الهَرَويّ : جِئتُ إلى بابِ الدّارِ الّتي حُبِسَ فيها الرِّضا عليه السلام بِسَرَخْسَ وقد قُيِّدَ ، فاسْتَأذَنتُ علَيهِ السَّجّانَ فقالَ : لا سَبيلَ لَكُم إلَيهِ ، فقلتُ : ولِمَ؟ قالَ : لأنّه رُبَّما صلّى في يَومِهِ وليلَتِهِ ألفَ رَكعةٍ ، وإنّما يَنْفَتِلُ مِن صَلاتِهِ ساعةً في صدرِ النّهارِ وقَبلَ الزّوالِ وعندَ اصْفِرارِ الشَّمسِ ، فهُوَ في هذهِ الأوقاتِ قاعِدٌ في مُصَلّاهُ يُناجي ربَّهُ . قالَ : فقُلتُ لَه : فاطْلُبْ لِي في هذِه الأوقاتِ إذْنا علَيهِ ، فاسْتأذَنَ لِي علَيهِ ، فدَخَلتُ علَيهِ وهُو قاعِدٌ في مُصلّاه مُتَفكِّرٌ .
بحار الأنوار
عيون أخبار الرِّضا عن إبراهيمَ بنِ العبّاسِ : ما رَأيتُ أبا الحَسَنِ الرّضا عليه السلام جَفا أحَدا بِكَلِمَةٍ قَطُّ وَلا رَأيتُهُ قَطَعَ عَلى أحَدٍ كَلامَهُ حَتَّى يَفرُغَ مِنهُ ، وَمارَدَّ أحَدا عَن حاجَةٍ يَقدِرُ عَلَيها وَلا حَدَّ رِجلَهُ بَينَ يَدَي جَليسٍ لَهُ قَطُّ وَلا اتَّكى بَينَ يَدَي جَليسٍ لَهُ قَطُّ ، وَلا رَأيتُهُ شَتَمَ أحَدا مِن مَواليهِ وَمَماليكِهِ قَطُّ ، وَلا رَأيتُهُ تَفَلَ وَلا رَأيتُهُ يُقَهقِهُ في ضِحكِهِ قَطُّ ، بَل كانَ ضِحكُهُ التَّبَسُّمُ ، وَكانَ إذا خَلا وَنَصَبَ مائِدَتَهُ أجلَسَ مَعَهُ عَلى مائِدَتِهِ مَماليكَهُ وَمَواليهِ حَتَّى البَوّابَ السّائِسَ .
عيون أخبار الرضا